لا نحتاج لأدلة و شواهد على استمرار المجتمع الذكوري باستصغار قدر المرأة و التقليل من شأنها خاصة و أن بعض المرضى يعتقدون بآن هناك علاقة طردية بين الرجولة و درجة قمع و فرض السيطرة على المرأة. فكلما تحكمت بها و جعلتها خاضعة كلما كنت فحلاً يضرب بك المثل و طبعا غايتهم تبرر الوسيلة لذلك.
فمرجع هؤلاء بالتعامل مع المرأة هو عادات و تقاليد عاف عليها الدهر، تجاوزها العقلاء و تمسك بها الجهلاء فاستفحلت بهم و أصبحت موروثاً عندهم . و المصيبة أن كل ما يمارسوه من قمع ضد المرأة يوضع تحت عناوين وهمية ك ” الرجولة” أو “الشرف ” أو “الغارية” و يطلق على هذا المجتمع الذكوري المريض بالمجتمع المحافظ، نعم هو محافظ على مخلفات الفكر الجاهلي التي قام بإعادة تدويرها لتناسب عصرنا الحالي و تكون مستدامة للأجيال المسكينة اللاحقة.
و حقيقة أخرى ساهمت بسيادة ذلك الفكر العفن هي خلط مفاهيم الحياء و الأدب و الطاعة و إضافة الصبغة الدينية و تسويقها بما يتلاءم و يخدم ذلك الفكر المتحجر و من ثم تسويقها للمرأة على أن هذا ما يجعلك مرغوبة و شريكة ناجحة. سواء كانت تلك الشراكة مع الأب أو الأخ أو الزوج فكل ما هو مطلوب هو “حاضر” و “إن شاء الله” و كأنهم يقولون لها بصورة غير مباشرة تجردي من انسانيتك و رغباتك و عقلك و عواطفك و كوني فقط “معزة” تتبع راعيها.
لا أكاد أصدق تدخل بعض الرجال في تفاصيل حياة المرأة و كأنها كائن غير سوي لا تدرك ما تفعل. و لن أتحدث عن تدخل بعض الأبناء بحياة أمهاتهم لأن ذلك يشعرني بالغثيان و القرف.
الشراكة الناجحة في الحياة تبنى على الاحترام و التعاون و التفاهم و تكون من منطلق انساني و أخلاقي و ديني صحيح غير مشوه و قانوني عادل و عرفي حسن و كل ما يخدم الارتقاء العلاقة و تكاملها. فعلينا واجبات و لدينا حقوق و مهام لابد من انجازها و لن تتم بأجواء الجاهلية التي نعيشها. خلقنا مكرمين و سنعيش و نموت على ذلك.
ملاحظة: لست بنسوية و لا أتبنى الليبرالية و لا أحسب على المتمردين و لا أحب الدياثة لكن أكره الهمجية و الحيونة.